حذرت "القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي في لبنان" قوى السلطة بكافة أوجهها من "التواطؤ المكشوف على إنجازات الموظفين في القطاع العام والتي تمثلت بإقرار سلسلة الرتب والرواتب التي ناضلوا طويلاً للحصول عليها، وتنبه القيادة إلى خطورة ربطها بالسلة الضريبية المطعون بها من قبل المجلس الدستوري"، مؤكدةً أن "الحرص على مصالح ما يسمى بالهيئات الإقتصادية وارتباطاتها السلطوية سيدفع البلد إلى كارثة حتمية نتيجة رفض هذه الهيئات دفع الحقوق المتوجبة عليها من الأرباح والريوع المالية والعقارية والتخلي عن امتيازاتها التي وهبتها إياها السلطة السياسية منذ التسعينيات، من خلال سندات الخزينة التي أوقعت لبنان في عجز ومديونية ستقارب المئة مليار دولار، إضافة لاستمرار هذه السياسة مع الهندسة المالية التي ابتدعت مؤخراً لإحكام الطوق على مقدرات البلد وموارده الإقتصادية".
وفي بيان لها عقب اجتماعها الدوري برئاسة الأمين القطري النائب عاصم قانصوه، نبهت القيادة القطرية لـ"النوايا الدائمة لإسرائيل الهادفة للنيل من صمود لبنان ومنعته، لا سيما بعد الإنجازات التاريخية المتمثلة بهزيمة أدواته الإرهابية والتكفيرية في الجرود الشرقية والإستمرار باستئصال بؤره وخلاياه النائمة في الداخل، وتدعو كافة القوى الحية في لبنان إلى الخروج من حالة الترهل التي أصابت بناها التنظيمية نتيجة إطباق قوى السلطة على مفاصل الحياة السياسية والنقابية والإقتصادية، والتي همشت مطالب وتوجهات العديد من القوى والأحزاب التي لعبت أدواراً تاريخية في مسيرة النضال الوطني والقومي وحمت إنجازات ومكتسبات الفئات الشعبية في قطاعات العمل والصحة والتربية والتعليم، سيما وأن بعضاً من تجمعات ولقاءات الأحزاب قد أفرغت من مضمونها النضالي وتحولت إلى منتديات أشبه بأندية الليونز مع فارق عجزها عن المبادرة والفعل نتيجة افتقار معظم مكوناتها للحيثية الشعبية والسياسية، واقتصار نشاطاتها على بيانات التصفيق والتهليل لمقررات جوفاء تتخذها السلطة يوماً لتعود وتتراجع عنها في اليوم التالي".
في الموضوع التنظيمي، وبعد اطلاع القيادة على النتائج الإيجابية للورشة الحزبية التي أطلقتها في السادس عشر من شهر أيار الماضي انسجاما مع النتائج التي تمخضت عن المؤتمر القومي الرابع عشر للحزب وخصوصاً تشكيل مجلس قومي، فقد قررت القيادة "المباشرة بالتحضير للمؤتمر القطري القادم وذلك بإعداد اللوائح الداخلية التنظيمية وتثبيت الرؤى السياسية والإقتصادية والإجتماعية التي ستحكم عمل الحزب للفترة القادمة، وسينعقد هذا المؤتمر بمشاركة جميع الرفاق المتمسكين بنهج البعث النضالي ومنطلقاته الفكرية التي أرسى دعائمها الرئيس السوري السابق حافظ الأسد وقاد صمودها وانتصارها الرئيس السوري بشار الأسد".